
انسداد المسام و المكونات المسببة له في مستحضرات التجميل
تم التحديث في مارس 2nd, 2025
عندما نحاول التصدي لحب الشباب العنيد والطفح الجلدي المفاجئ، نركز عادة على الهرمونات أو النظام الغذائي أو التوتر. ومع ذلك، يغفل الكثيرون عن الدور الذي قد تلعبه بعض المكوّنات في منتجات العناية بالبشرة والمكياج في انسداد المسام واستمرار الشوائب. تعرف هذه المواد باسم المكوّنات المسبِّبة لانسداد المسام (Comedogenic)، ولديها القدرة على خلق بيئة غير ملائمة للبشرة. خصوصاً إذا كنتِ تعانين من فرط إنتاج الزهم أو ظهور البثور بشكل منتظم.
في هذه التدوينة الشاملة، سنكشف كيف تعمل هذه المكوّنات، ونستعرض الدراسة المفصلّة التي أوضحت مدى قدرتها على إغلاق المسام، إلى جانب نصائح عملية للحفاظ على بشرة نقية قدر الإمكان.
ما المقصود بانسداد المسام أو مصطلح “Comedogenic”؟
أولاً وقبل كل شيء، يشير مصطلح “Comedogenic” إلى المكوّنات التي يمكن أن تؤدي إلى انسداد المسام. غالباً ما يتحول هذا الانسداد إلى رؤوس سوداء أو رؤوس بيضاء أو حتى بثور أكثر حدة. ونتيجة لذلك، قد يواجه أصحاب البشرة الدهنية أو المعرّضة لحب الشباب صعوبة كبيرة إذا كان روتين العناية بالبشرة لديهم يحتوي على عدّة مواد مسبِّبة لانسداد المسام.
فضلاً عن ذلك، من الضروري التذكير بأن البثور لا تنتج فقط عن استخدام المنتجات. فالتغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء فترة البلوغ أو خلال الدورة الشهرية، يمكن أن تلعب دوراً كبيراً. كذلك، تساهم العوامل الحياتية مثل التوتر والتلوث والنظام الغذائي السيئ في تفاقم مشكلات البشرة. ولكن إذا عالجتِ هذه العوامل وبقيت مشكلات انسداد المسام قائمة، فقد حان وقت التدقيق أكثر في قائمة مكوّنات منتجاتك المفضلة للعناية بالبشرة.
دراسة جيمس فلتون حول انسداد المسام
من المثير للاهتمام أنّ فهمنا الحديث للمكوّنات التي تسبب انسداد المسام يرجع بشكل أساسي إلى عمل جيمس فولتون James Fulton، طبيب الأمراض الجلدية الذي أجرى دراسة محورية عام 1989. في تلك الدراسة، اختبر فلتون مجموعة واسعة من المواد على آذان الأرانب لمدة أسبوعين، لرصد أي انسداد أو تسمُّك للبشرة (فرط التقرّن).
المعايير المعتمدة في الدراسة
– معدّل التسبب بانسداد المسام من 0 إلى 5: تحدد هذه الدرجة مدى احتمالية أن يتسبب المكوّن في انسداد المسام. عموماً، تعدّ المكوّنات التي تنال درجة 4 أو 5 عالية التسبب في إغلاق المسام.
– تركيز المكوّن مهم: أوضح فلتون أن الحكم على المكوّن وحده بأنه “مسبِّب لانسداد المسام” أو “آمن” قد يعد مبالغة في التبسيط، لأن نسبة المكوّن والتركيبة النهائية يلعبان دوراً كبيراً. فقد يكون المكوّن مضرّاً عند استخدامه بكمية كبيرة، لكنه قد يصبح مقبولاً تماماً في تركيزات منخفضة أو عندما يمتزج بمذيبات متطايرة.
علاوة على ذلك، يشير ترتيب المكوّن في قائمة INCI الخاصة بالمنتج إلى مدى تركيزه: فكلما ظهر المكوّن في بداية القائمة، ازدادت نسبته في التركيبة.
المكوّنات الشائعة المسبِّبة لانسداد المسام والتي يجب الحذر منها
قبل أن تشعري بالقلق وتتخلصي من روتينك للعناية بالبشرة، تذكري أنّ استجابة كل بشرة تختلف عن الأخرى. ومع ذلك، إذا كنتِ تعانين من بثور يصعب تفسيرها، قد ترغبين في التحقق من هذه المكوّنات في مستحضراتك. بشكل عام، تشير درجة 4 أو 5 إلى احتمالٍ عالٍ للتسبب في انسداد المسام.
1 – اللانولين ومشتقاته
يستخرج اللانولين من صوف الأغنام، ويستخدم في العديد من المرطبات بفضل قوامه الغني. ومع ذلك، يمكن لبعض مشتقاته أن تسبّب مشاكل حقيقية لدى من يعانون من البثور.
– Acetylated lanolin alcohol (كحول اللانولين الأسيتيلية) – درجة التسبب: 4
– PEG 16 lanolin (لانولين PEG 16) – درجة التسبب: 4
2 – الأحماض الدهنية ومشتقاتها
بعض الأحماض الدهنية والإسترات (Esters) قد تحبس الدهون والأوساخ في المسام، مما يجعلها غير مناسبة للبشرة الدهنية أو المختلطة.
– Isopropyl isostearate (أيـزوبروبيـل أيزوستيـارات) – درجة التسبب: 5
– Isopropyl myristate (أيـزوبروبيـل ميـريستات) – درجة التسبب: 5
– Myristyl myristate (ميـريستيل ميـريستات) – درجة التسبب: 5
– Lauric acid (حمض اللوريك) – درجة التسبب: 4
– Cetyl acetate (سيـتيل أسيتات) – درجة التسبب: 4
– Ethylhexyl palmitate (إيثيلهيكسيل بالميتات) – درجة التسبب: 4
– Isopropyl linoleate (أيـزوبروبيـل لينوليـات) – درجة التسبب: 4
– Isopropyl palmitate (أيـزوبروبيـل بالميتات) – درجة التسبب: 4
– Isostearyl isostearate (أيـزوسـتيريل أيزوستيارات) – درجة التسبب: 4
– Myristyl lactate (ميـريستيل لاكتات) – درجة التسبب: 4
– Stearyl heptanoate (ستيـاريل هيبتـانوات) – درجة التسبب: 4
3 – الكحولات والسكريات ومشتقاتها
من المدهش أن نرى بعض أنواع الكحول والسكريات ضمن هذه اللائحة، إلا أن بعض أشكالها قد يكون فعّالاً في انسداد المسام عند استخدامها بطرق غير صحيحة.
– Laureth-4 (لوريث-4) – درجة التسبب: 5
– Oleth-3 (أوليـث-3) – درجة التسبب: 5
– Isocetyl alcohol (أيـزوسيتيل ألكوحول) – درجة التسبب: 4
– Oleyl alcohol (أوليـيل ألكوحول) – درجة التسبب: 4
– Cetearyl Alcohol + Ceteareth 20 (سيتيـاريل ألكوحول + سيتياريث 20) – درجة التسبب: 4
– Glyceryl-3-diisostearate (غليـسريل-3-ديـأيزوسـتيريات) – درجة التسبب: 4
– Polyglyceryl-3-Diisostearate (بوليغليـسريل-3-ديـأيزوسـتيريات) – درجة التسبب: 4
– Steareth-10 (ستيـارث-10) – درجة التسبب: 4
– PPG-5-Ceteth-10 Phosphate (PPG-5-سيتـيث-10 فوسفات) – درجة التسبب: 4
4 – الزيوت التي قد تؤدي إلى انسداد المسام
على الرغم من أن الكثير من الزيوت الطبيعية مفيد للبشرة، إلا أن بعضها قد يكون سلاحاً ذا حدين. مثلاً، يُعدّ زبدة الكاكاو وزيت جوز الهند غنيّين بالعناصر المغذية، لكنهما ينالان درجات عالية في انسداد المسام.
– Cocoa butter (زبدة الكاكاو) – درجة التسبب: 4
– Coconut oil (زيت جوز الهند) – درجة التسبب: 4
5 – الزيوت غير المسبِّبة لانسداد المسام مقابل الزيوت منخفضة التسبب
في المقابل، لا يمكن القول إن جميع الزيوت ضارّة. إذ توجد زيوت نباتية تناسب أصحاب البشرة الدهنية أو الحساسة، كونها ذات درجة منخفضة في التسبب بـانسداد المسام. ومع ذلك، قد تختلف التفاعلات من شخص لآخر، لذا وجب الحذر عند إضافة أي منتج جديد إلى روتينك.
زيوت بدرجة 0 أو 1 في التسبب بانسداد المسام
– Safflower oil (زيت العصفر) – درجة التسبب: 0
– Sunflower oil (زيت دوار الشمس) – درجة التسبب: 0
– Castor oil (زيت الخروع) – درجة التسبب: 1
– Hydrogenated castor oil (زيت الخروع المهدرج) – درجة التسبب: 1
– Chaulmoogra oil (زيت الشولموغرا) – درجة التسبب: 1
– Babassu oil (زيت باباسو) – درجة التسبب: 1
زيوت بدرجة 2 أو 3 في التسبب بانسداد المسام
– Peanut oil (زيت الفول السوداني) – درجة التسبب: 2
– Olive oil (زيت الزيتون) – درجة التسبب: 2
– Almond oil (زيت اللوز) – درجة التسبب: 2
– Apricot kernel oil (زيت نوى المشمش) – درجة التسبب: 2
– Hydrogenated vegetable oil (زيت نباتي مهدرج) – درجة التسبب: 3
– Sesame oil (زيت السمسم) – درجة التسبب: 3
– Corn oil (زيت الذرة) – درجة التسبب: 3
– Avocado oil (زيت الأفوكادو) – درجة التسبب: 3
– Evening primrose oil (زيت زهرة الربيع المسائية) – درجة التسبب: 3
– Soybean oil (زيت الصويا) – درجة التسبب: 3
– Cotton seed oil (زيت بذور القطن) – درجة التسبب: 3
نصائح لاختيار المنتجات المناسبة للحد من انسداد المسام
قد يكون تقييم منتجات العناية بالبشرة مربكاً، لكن الاقتراحات الآتية يمكن أن تقدم لك خريطة بسيطة. من خلال اتباع هذه الخطوات، ستتمكنين من التحكم بشكل أفضل في المنتجات التي تضعينها على بشرتك، وبالتالي الحد من انسداد المسام.
1 – اقرئي قائمة مكوّنات المنتج (INCI) بعناية
إنّ التحرر من عادة تجاهل الملصقات والبدء في فحص كل مكوّن قد يحدث فرقاً ملموساً في نتائج بشرتك. تحققي مما إذا كانت هناك مواد عالية التسبب في انسداد المسام تظهر في بداية القائمة، لأن ذلك يعني أنها مستخدمة بتركيز أكبر.
2 – اختاري الزيوت غير المسبِّبة أو منخفضة التسبب في إغلاق المسام
إذا كنتِ تعانين من حب الشباب المستمر أو تمتلكين بشرة دهنية بشكل واضح، ركزي على مكوّنات مثل زيت العصفر أو زيت دوار الشمس. فهذه الزيوت غالباً ما تكون أقل ميلاً إلى انسداد المسام، إضافةً إلى أنها توفر الترطيب اللازم.
3 – أدخلي المنتجات الجديدة تدريجياً
يمكن أن يساعد الاختبار الموضعي (Patch Test) في تحديد ما إذا كان المنتج يتسبب في التهيّج أو في انسداد المسام. ضعي كمية بسيطة على منطقة صغيرة غير ظاهرة، مثل خط الفك أو خلف الأذن، وانتظري أسبوعاً أو أسبوعين قبل استخدامه على كل وجهك.
4 – خذي نوع بشرتك بالحسبان
قد يتمكن أصحاب البشرة الجافة من تحمّل الزيوت الأثقل، مثل زيت جوز الهند أو زبدة الكاكاو. بشرط ألا يكونوا عرضة للبثور بشكل متكرر. أما إذا كنتِ تملكين بشرة معرّضة لحب الشباب. فقد ترغبين في استخدام تركيبات خفيفة وتجنب المكوّنات المعروفة بأنها تؤدي إلى انسداد المسام.
5 – استشيري اختصاصي الجلدية
إذا أصبحت التجارب المتعددة مرهقة، ففكري في طلب مشورة من طبيب جلدية مختص. إذ يمكنه تقييم بشرتك بدقة، مع مراعاة نمط حياتك ووراثتك وروتينك الحالي للعناية بالبشرة. وتقديم حلول مناسبة لحالتك.
الخلاصة
ختاماً، إن إدراك كيفية تسبب بعض المكوّنات في انسداد المسام يعتبر أساسياً لأي شخص يعاني من البثور بشكل منتظم. ورغم دور العوامل الحياتية والهرمونية في تكوين حب الشباب، إلا أنّ بعض التركيبات قد تزيد الوضع سوءاً بفضل قدرتها على سد فتحات البشرة. ولحسن الحظ، من خلال فهم أفضل لتصنيف تلك المكوّنات والانتباه إلى التفاصيل الموجودة في الملصقات. يمكن اتخاذ قرارات أكثر وعياً تناسب نوع بشرتك. في النهاية، سيساعد اتباع هذه الخطوات في التوجّه نحو بشرة صحية وأكثر نقاءً. خطوة بعد خطوة.