شد-الوجه-هل-هذه-الجراحة-الكلاسيكية-قديمة-أم-أكثر-أهمية-من-أي-وقت-مضى

شد الوجه: هل هذه الجراحة الكلاسيكية قديمة أم أكثر أهمية من أي وقت مضى؟

لعدة عقود، كان شد الوجه هو المعيار الذهبي لتجديد شباب الوجه. ومع ذلك، مع صعود الإجراءات طفيفة التوغل، مثل الحشوات، الخيوط الشادة، والعلاجات التجديدية، بدأ الكثيرات يتساءلن: هل أصبح الشد متجاوزًا؟ في عالم الجمال اليوم، حيث تسيطر الكلمات الرنانة مثل طبيعي و غير جراحي، يظل السؤال واضحًا: هل لا يزال هناك مكان لهذه الجراحة الأيقونية؟

في هذا الدليل الشامل، سنتعمق في واقع جراحة شد الوجه الحديثة، ونستكشف كيف تطورت، ونكشف ما إذا كانت تستحق لقب “قديم”، أم أنها ما زالت تستحق الاعتراف كحل خالد.

شد الوجه: أكثر من مجرد شد للبشرة

مصطلح شد الوجه (من الفعل الإنجليزي to lift) يعكس بدقة هدفه: رفع وإعادة وضع ملامح الوجه المترهلة. تقليديًا، يستهدف الجزء السفلي من الوجه والرقبة المناطق الأكثر تأثرًا بالجاذبية.

في السنوات الأخيرة، قدم الطب التجميلي بدائل مثل:

  • حقن حمض الهيالورونيك
  • الخيوط الشادة
  • البوتوكس المصغر (Baby Botox)

هذه العلاجات جذابة لقلة فترة التعافي، ومع ذلك يحذر الجراحون الرائدون من أنها ليست دائمًا بدائل فعّالة.

“الحقن في الثلث السفلي من الوجه غالبًا ما تزيد الثقل بدلاً من رفعه”، تلاحظ الدكتورة ماري-شارلوت دوتو، جراحة التجميل والترميم.

بينما تقدم الخيوط الشادة بعض التحسن، إلا أن نتائجها محدودة ومؤقتة. بالنسبة للمريضات اللواتي يواجهن فقدانًا كبيرًا لتعريف خط الفك، فإن الشد وحده يوفر تحولًا دائمًا.

متى يكون الوقت المناسب لشد الوجه؟

على عكس الاعتقاد الشائع، لا يوجد عمر “مثالي” لشد الوجه. بعض النساء يخترن القيام به في منتصف الأربعينيات، بينما تنتظر أخريات حتى الستينيات. ما يهم حقًا هو كيف يشيخ وجهك.

المؤشرات الرئيسية تشمل:

  • ضبابية أو ترهل خط الفك
  • بروز اللغد
  • ترهل الجلد حول الرقبة

لماذا بنية الوجه مهمة؟

  • النساء ذوات الفك القوي المربع عادة ما يشيخن ببطء أكبر، لأن هيكلهن العظمي يدعم الجلد لفترة أطول.
  • الرجال غالبًا ما يبدون كأنهم يشيخون بشكل أفضل، ليس بسبب الحظ، بل بسبب قوة عظام الفك.

عوامل أخرى مثل التقلبات الكبيرة في الوزن و تغيرات سن اليأس تؤثر أيضًا على المرونة، وأحيانًا تسرّع الحاجة إلى الشد.

شد الوجه الطبيعي: التقنيات الفرنسية مقابل الأمريكية

ليست كل عمليات شد الوجه متشابهة. يختلف النهج كثيرًا حسب المنطقة.

  • في الولايات المتحدة، غالبًا ما يتبنى الجراحون نهجًا أكثر عدوانية، وأحيانًا يقطعون العضلات أو يزيلون الغدد اللعابية لتحقيق بيضاوي “مثالي”.
  • في فرنسا، يفضل الجراحون المظهر الطبيعي، مع التركيز على تقنيات تقلل المخاطر وتتجنب النتائج المبالغ فيها.

تقنيات شد الوجه الرئيسية تشمل:

  • شد الجلد
  • شد نظام SMAS (النظام العضلي السطحي) – يقوي الأنسجة العميقة لنتائج أطول أمدًا
  • شقوق دقيقة – عادة مخفية حول الأذنين لتقليل الندوب

بالنسبة للمريضات اللواتي يسعين إلى تجديد كامل، يمكن أيضًا دمج الشد مع رأب الجفن (جراحة الجفون) أو رفع الصدغ لتحقيق توازن إضافي.

التحسينات الحديثة: حقن الدهون والشد التجديدي

شد الوجه اليوم لا يتعلق فقط بالشد بل بـ استعادة التناسق الطبيعي.

حقن الدهون (Lipofilling)

يسمى أيضًا زراعة الدهون، حيث يستخدم دهون المريضة نفسها لتعويض الحجم المفقود في:

  • الخدين
  • الصدغين
  • الطيات الأنفية الشفوية

هذا يتجنب مخاطر الحشوات الصناعية ويمتزج بسلاسة مع الأنسجة الطبيعية.

الطب التجديدي

حقن الدهون الغنية بالخلايا الجذعية لا تغير البنية ولكنها تجدد البشرة نفسها فتحسن النغمة، المرونة، والإشراقة.

“هذه التركيبات تحول شد الوجه من مجرد إجراء شد إلى تجديد شامل”، تشرح الدكتورة دوتو.

التعافي بعد شد الوجه: ما الذي يجب توقعه؟

هل الشد إجراء جراحي، لكن التقدم الحديث جعله أقل رهبة مما يتصور الكثيرات.

الجدول الزمني المعتاد للتعافي:

  1. جراحة خارجية – تعود معظم المريضات إلى المنزل في نفس اليوم
  2. استشارة متابعة في اليوم التالي
  3. إزالة الغرز بعد 7 أيام
  4. تلاشي الكدمات والتورم خلال 1–2 أسبوع

الانزعاج أمر طبيعي، لكن الألم الشديد نادر. العديد من المريضات يستأنفن أنشطتهن اليومية، بما في ذلك الرياضة، خلال أسبوع أو أسبوعين.

مدة النتائج:

  • 10–15 سنة، حسب الوراثة، العناية بالبشرة، ونمط الحياة
  • النتائج تشيخ بشكل طبيعي: “ستشيخين، لكن بشكل أفضل”

لماذا يظل شد الوجه مهمًا

على الرغم من التقدم في الطب التجميلي، يظل الشد الحل الفعّال الوحيد لـ الترهل المتقدم في الجزء السفلي من الوجه والرقبة. إنه يقدم نتائج لا يمكن أن تضاهيها الحشوات أو الخيوط الشادة.

المزايا الرئيسية:

  • يقدم تحسنًا دراميًا وطويل الأمد
  • يخلق خط فك محدد ورقبة أكثر نعومة
  • يمكن تحسينه بوسائل حديثة مثل حقن الدهون
  • النتائج الآن أكثر طبيعية من أي وقت مضى بفضل التقنيات المحافظة

الخاتمة: هل ترفعين أم لا ترفعين؟

السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان شد الوجه قديمًا بل ما إذا كان الخيار الصحيح بالنسبة لكِ.

إذا كنتِ تتعاملين مع علامات شيخوخة خفيفة، قد تكفي الخيارات غير الجراحية. لكن إذا كنتِ تواجهين ترهلًا، لغدًا، أو بيضاويًا ضبابيًا للوجه، يظل الشد لا يضاهى في استعادة البنية، التناسق، والثقة.

وجهك يروي قصتك. الشد لا يمحوها بل يصقلها، ليضمن أن تشيخي برشاقة بينما تشعرين بأنكِ نفسكِ الحقيقية.

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة