
16
فبراير
العناية بالبشرة اثناء فترة الحمل
تعدّ العناية بالبشرة اثناء الحمل من الجوانب المهمّة التي لا ينبغي إهمالها، إذ يترافق الحمل مع تغيّرات جسديّة وعاطفيّة عدّة قد تؤثّر على بشرتكِ بشكل كبير. ورغم أنّ هذه المرحلة تحمل الكثير من الحماس والترقّب، فقد تشعرين ببعض القلق حيال استخدام المنتجات المناسبة لكِ ولجنينك.
في هذا المقال، نتناول نهجاً شاملاً ومفصّلاً للعناية الذاتيّة أثناء الحمل، مع التركيز خصوصاً على كيفية اختيار المكوّنات الآمنة، وأساليب الوقاية من تشقّقات الجلد، والاستراتيجيات المناسبة للحماية من أشعّة الشمس، إلى جانب نصائح أخرى تضمن لكِ الصحّة والعافية على مدى الأشهر التسعة المليئة بالتحوّلات.
لماذا العناية بالبشرة اثناء الحمل ضرورية
من الضروري إدراك أنّ بعض المكوّنات الشائعة في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة قد تسبّب مخاطر خلال الحمل. لذا، فإنّ الحرص على قراءة ملصقات المنتجات بعناية أمر محوري للحفاظ على سلامتك وسلامة طفلك.
1 – تجنّبي بعض الزيوت العطريّة:
قد تحتوي المنتجات الموضعيّة على زيوت قويّة كزيت الغولثيريا (وينترغرين)، والكافور، واللافاندين سوبر، وإكليل الجبل بالكافور، وزيوت الأوكالبتوس، والنعناع. ونظراً لقدرتها على اختراق المشيمة، يمكن أن تؤثّر على نمو الجنين. لذا، لا تستخدميها إلّا بوصفةٍ من مختصّ الرعاية الصحيّة.
2 – الابتعاد عن المنتجات مرتفعة المحتوى الكحولي:
تحتوي بعض الكريمات المخصّصة لتخفيف ثقل الساقين أو التورّم على نسب عالية من الكحول، الأمر الذي قد يفاقم تهيّج البشرة الجافّة والحسّاسة بطبيعتها خلال الحمل.
3 – الحذر عند استعمال الرتينول وحمض الساليسيليك:
يعتبر الريتينول (مشتقّ من الفيتامين A) فعّالاً في مكافحة التجاعيد، لكنّ قوّته العالية قد لا تلائم بشرة الحامل. كذلك، يشتبه في أنّ حمض الساليسيليك قد يخلّ بوظائف الغدد الصمّاء. لهذا السبب، يستحسن استخدام بدائل آمنة، كالأحماض الهيدروكسيّة (AHA) مثل الجليكوليك أو اللاكتيك، للمساعدة في علاج حبّ الشباب أو تصحيح لون البشرة مع تقليل المخاطر.
أهمّيّة الحفاظ على البشرة ناعمة ومرنة
بالإضافة إلى التركيز على العناية بالبشرة اثناء الحمل من حيث المكوّنات الآمنة، يمرّ جسمكِ بمرحلة تمدّد واضحة، خصوصاً في مناطق البطن والصدر والفخذين والأوراك. لذا، يعتبر اعتماد روتين فعّال ومتوازن للعناية بالبشرة من الأساسيات التي تساعد على تقليل الانزعاج والوقاية من التشقّقات.
– دور الهرمونات وزيادة الوزن في صحّة البشرة
من المعلوم أنّ التقلّبات الهرمونيّة ترفع من مستويات الكورتيزول، ما يؤدّي إلى انخفاض إنتاج الكولاجين والإيلاستين. ونتيجةً لذلك، تصبح البشرة أكثر عرضةً للتمزّقات الدقيقة، أو ما يعرف بتشقّقات الجلد، لاسيّما بعد الشهر الخامس من الحمل. وتشير الأبحاث إلى أنّ هذه التشقّقات تطال أكثر من 80% من الحوامل.
أساليب الوقاية من تشقّقات الجلد خلال فترة الحمل:
1 – البدء من المرحلة المبكّرة: احرصي على تدليك مناطق البطن والصدر والفخذين والأوراك منذ الفصل الأوّل للحمل. ما يدعم مرونة البشرة قبل توسّعها الكبير.
2 – اعتمدي منتجات غنيّة بالمكوّنات المغذّية: اختاري كريمات أو لوشن أو زيوت تحتوي على الغليسيرين وزبدة الشيا أو الكاكاو والزيوت الطبيعية النباتية (مثل اللوز أو الجوجوبا). تمنحك هذه المكوّنات الرطوبة اللازمة وتحمي حاجز البشرة الطبيعي.
3 – عناية مهدّئة للتشقّقات الظاهرة: إذا لاحظت ظهور تشقّقات جديدة، استخدمي علاجات غنيّة بـالبِيسابولول أو سنتيلا أسياتيكا، حيث تعمل على تهدئة النسيج المتضرّر ومساعدته على الالتئام بسرعة أكبر.
التشديد على الحماية من أشعّة الشمس اثناء الحمل
يكتسب الحرص على حماية البشرة من أشعّة الشمس أهمّيّة إضافية خلال الحمل. إذ قد تؤدّي التغيّرات الهرمونيّة إلى زيادة إنتاج الميلانين وظهور بقع داكنة على الوجه تسمّى الكَلَف أو “قناع الحمل”. في هذا السياق، يعدّ اختيار الواقي الشمسي المناسب أحد أهم أركان العناية بالبشرة اثناء الحمل.
عادات فعّالة لاستخدام واقي الشمس
ينصَح باستبدال المرطّب المعتاد بآخر يتضمّن عامل حماية مرتفع من الشمس (SPF 50 أو أكثر). على سبيل المثال، يفضّل كثير من الأطباء واقيات الشمس المعدنيّة المحتوية على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم، نظراً كونها أقلّ تهييجاً للبشرة الحسّاسة.
1 – أعيدي تطبيق الواقي بانتظام: حتى لو كنت داخل المنزل أو السيّارة، فالأشعّة فوق البنفسجيّة قادرة على اختراق النوافذ. لذلك، من الضروري إعادة وضع الواقي كل ساعتين، خصوصاً عند قضاء وقت طويل في الخارج.
2 – ارتداء ملابس واقية: من المفيد أيضاً اللجوء إلى قبّعة واسعة الحوافّ، ونظّارات شمسيّة، وملابس مقاومة للأشعّة فوق البنفسجيّة بين أواخر الصباح ومنتصف بعد الظهر حين تكون أشعّة الشمس أشدّ.
ما يتجاوز مستحضرات التجميل: نصائح إضافية لحمل مريح
لا شكّ أنّ مستحضرات العناية بالبشرة اثناء الحمل تلعب دوراً بارزاً، ولكن صحّة الحمل تتطلّب أيضاً أسلوب حياة متوازن يستهدف صحّتك الجسديّة والعاطفيّة على السواء.
حافظي على الترطيب والتغذية السليمة
– أهمّيّة شرب المياه: اشربي كميّات كافية من الماء طوال اليوم للحفاظ على نضارة بشرتك من الداخل. قد تحتاجين إلى تعديل الكمّيّة بناءً على مستوى نشاطكِ أو الظروف المناخيّة.
– اتباع نظام غذائي متوازن: قومي بدمج الخضروات والفواكه الملوّنة، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة في نظامكِ الغذائي، كي تحصلي أنتِ وجنينك على الفيتامينات والمعادن الضروريّة.
التمارين الرياضيّة الآمنة وإدارة التوتّر
– الأنشطة اللطيفة: يفيدكِ القيام باليوغا المخصّصة للحامل والسباحة والمشي، إذ تعزّز الدورة الدمويّة وتخفّف التورّم وتحارب التوتّر. ومع ذلك، من الأفضل استشارة طبيبكِ قبل البدء بأي برنامج رياضي.
– تمارين الاسترخاء الذهني: يوفّر كلٌّ من التنفّس العميق والتأمّل أو أسلوب الاسترخاء التدريجي للعضلات شعوراً بالهدوء ويساعد في التخلّص من القلق. ومع تقلّبات المزاج المحتملة أثناء الحمل، تشكّل هذه التقنيات ملاذاً فعّالاً لإيجاد الراحة النفسيّة.
الخلاصة: تحقيق العناية بالبشرة اثناء الحمل
في الختام، تبرز أهمّيّة العناية بالبشرة اثناء الحمل باعتبارها جزءاً لا يتجزّأ من الحفاظ على صحّة جسمكِ وسلامة طفلك. فمن خلال اختيار منتجات آمنة، وترطيب جسمك لتجنّب التشقّقات، وحماية بشرتك من أشعّة الشمس المضرّة، ودمج عادات صحيّة في روتينكِ اليومي، تضمنين لنفسك رحلة حمل مشرقة وهادئة. وفي حال راودتك أي أسئلة أو مخاوف، يبقى اللجوء إلى مختصّ في الرعاية الصحيّة الطريقة الأكثر موثوقيّة للحصول على خطة تراعي احتياجاتك الخاصّة.