ما-هو-الفرق-بين-ترطيب-البشرة-وتغذية-البشرة

26

يناير

ما هو الفرق بين ترطيب البشرة وتغذية البشرة

تم التحديث في فبراير 2nd, 2025

عندما يتعلق الأمر بالعناية بالبشرة، غالباً ما تُستخدَم كلمتا “الترطيب” (Hydration) و “التغذية” (Moisture) كما لو كانتا متطابقتين. ومع ذلك، الفرق بين ترطيب البشرة وتغذية البشرة يكمن في أن كل منهما يمثل مفهوماً مختلفاً يلعب دوراً حيوياً في تعزيز بشرة صحية ومشرقة.

في هذا المنشور، سنستكشف الفروقات بين الترطيب والمستحضرات المرطِّبة، ونناقش كيفية اختيار أفضل المنتجات المناسبة لنوع بشرتك، بالإضافة إلى توضيح سبب أهمية كلا الخطوتين لتحقيق روتين متوازن للعناية بالبشرة. بعبارة أخرى، إذا كنتِ تسعين للحصول على ذاك التألق المنشود، فتابعي القراءة.

فهم الفرق الجوهري: الترطيب مقابل التغذية

بالرغم من أن ترطيب وتغذية البشرة يصفان عملية تزويد البشرة بالماء والزيوت، إلا أنهما ليسا مترادفين. وللتوضيح:

-ترطيب البشرة (Hydration) (العناصر الجاذبة للماء – Humectants)

تهدف مكونات الترطيب إلى سحب الماء إلى بشرتك من الهواء المحيط أو من الطبقات العميقة من الجلد. وبذلك، تساعد على زيادة محتوى الماء داخل خلايا البشرة، مما يمنح مظهرك ملامحاً أكثر انتفاخاً ونضارة. وتشمل أشهر العناصر المرطبة حمض الهيالورونيك، والغليسرين، والألوفيرا.

-تغذية البشرة (Moisture) (العوامل الحاجزة والمطريّات – Occlusives and Emollients)

عادةً ما تشكِّل مكوّنات التغذية حاجزاً على سطح البشرة، مما يمنع الماء من التسرُّب أو التبخُّر. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها تنعيم البشرة عبر سدّ الفجوات الدقيقة بين الخلايا، وهذا ما يفسّر سبب تسميتها بـ”المطريّات”. تتضمّن المستحضرات الكلاسيكية المرطِّبة مكوّنات مثل الفازلين (Petrolatum)، والزيت المعدني، وزبدة الشيا، والزيوت النباتية مثل زيت جوز الهند أو الجوجوبا.

وبهذه التعريفات، يصبح من الواضح أن الجمع بين ترطيب وتغذية البشرة غالباً ما يكون إستراتيجية ناجحة. ففي حين يعمل الترطيب على إعادة تزويد البشرة بالماء، تضمن مستحضرات التغذية عدم تسرّب هذا الماء إلى الهواء.

لماذا يُعدّ كلٌّ من الترطيب والتغذية مهماً؟

قد تتساءلين: لماذا عليّ أن أهتم بكليهما؟ والإجابة تكمن في فهم التآزر بين هاتين العمليتين.

1 – تعزيز وظيفة الحاجز الواقي

أولًا وقبل كل شيء، يساعد الحاجز القوي للبشرة على حمايتها من المؤثرات الخارجية وحبس العناصر الغذائية الأساسية بداخلها. وعندما تكون بشرتكِ مرطَّبة بشكل جيد، تبدو ممتلئة ومرنة. في المقابل، يعزِّز استخدام كريم مرطب ذي خصائص حاجزة (Occlusive) هذه النتيجة، حيث يمنع تسرُّب الماء عبر الطبقة الخارجية من الجلد.

2 – تنظيم إفراز الزيوت

إضافةً إلى ذلك، عادةً ما تواجه البشرة المرطَّبة جيداً مشكلات أقل فيما يتعلق بزيادة الدهون. فعلى سبيل المثال، عندما تتعرض البشرة للجفاف، قد تنتج المزيد من الزيوت لتعويض نقص الرطوبة، مما يؤدي غالباً إلى ظهور البثور ولمعان مزعج في منطقة الـT-zone.

3 – الحماية من تقلبات الطقس

علاوة على ذلك، يمكن لتغيرات درجات الحرارة ومستويات الرطوبة أن تُلحق الضرر ببشرتك. ففي الأشهر الباردة، تؤدي الرياح القوية ووسائل التدفئة الداخلية إلى نزع الرطوبة الطبيعية من البشرة. وبالمثل، تتسبب الأجواء الحارة والجافة في تفاقم الجفاف. لذلك، يساعد وضع طبقة من مرطب الترطيب (Humectant) تليها طبقة من كريم التغذية (Occlusive) على حماية بشرتك طوال العام بأسلوب بسيط لكنه فعّال.

4 – تحسين ملمس البشرة

وأخيراً وليس آخراً، غالباً ما تبدو البشرة المرطبة والمتغذية أكثر نعومة. حيث تساعد زيادة المحتوى المائي على تخفيف مظهر الخطوط الدقيقة، في حين يوفّر الكريم المرطب طبقة حريرية تسهّل وضع المكياج أو تمنح البشرة مظهراً مشرقاً بشكل طبيعي.

التمييز بين الجفاف ونقص الترطيب

بالرغم من أن مشكلتي الجفاف ونقص الترطيب تبدوان متشابهتين، إلا أن هاتين الحالتين تشيران إلى مشكلات مختلفة:

– الجفاف (Dryness): يشير إلى نقص الزيوت أو خلل في قدرة البشرة الطبيعية على الاحتفاظ بالرطوبة.

– نقص الترطيب (Dehydration): يعني وجود نقص عام في الماء داخل البشرة.

المؤشرات الشائعة لنقص الترطيب

1 – شعور بشدّ في البشرة، خاصةً بعد التنظيف
2 – بشرة باهتة أو تفتقر إلى الحيوية
3 – خطوط دقيقة أكثر وضوحاً
4 – تقشر أو جفاف مُتقطِّع على مناطق معينة، حتى مع زيادة إفراز الدهون

وعلى الجانب الآخر، تبدو البشرة الجافة باستمرار خشنةً عند لمسها أو متقشرةً ومثيرة للحكة. لهذا السبب، من المهم تقييم سلوك بشرتك على مدى فترة زمنية. فبينما يمكن معالجة نقص الترطيب أحياناً باستخدام منتجات قائمة على الماء وإجراء تغييرات في أسلوب الحياة (مثل شرب كمية كافية من الماء)، غالباً ما يتطلّب الجفاف مزيداً من المستحضرات الغنية بعوامل الحجز (Occlusive) لإغلاق الرطوبة الضرورية في الداخل.

اختيار أفضل العناصر المرطبة والمستحضرات المغذية

من الضروري معرفة المكونات التي تقوم بالدور الأكبر في ترطيب وتغذية بشرتك. ولتسهيل ذلك، إليك لمحة سريعة:

في كثير من الأحيان، ستجدين منتجات للعناية بالبشرة تجمع بين النوعين. على سبيل المثال، قد يحتوي أحد الكريمات على حمض الهيالورونيك وزبدة الشيا معاً لتقديم أفضل ما في الأمرين. وبالمثل، قد يُسوَّق لمنتج واحد تحت اسم “مرطب مُغذي” (hydrating moisturizer) لأنه يجمع بين أكثر من وظيفة. يظل فحص الملصقات بدقة وتجربة الصيغ المختلفة الطريقة المثلى لمعرفة أفضل تركيبة تناسب احتياجات بشرتك الخاصة.

روتين العناية بالبشرة الخاص بكل بشرة

1 – البشرة الجافة

إذا كانت بشرتك تعاني جفافاً وتقشراً مستمراً، فهذا يعني عادةً أنها تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالزيوت. بالتالي، يجب أن تركزي على تركيبات أغنى تعتمد على المطريّات.

الروتين الموصى به للبشرة الجافة

1 – منظف لطيف: تجنبي المنظفات القاسية التي تزيل الزيوت الطبيعية.
2 – سيروم ترطيب: اختاري ما يحتوي على حمض الهيالورونيك لتعزيز الترطيب.
3 – مرطب كثيف: احبسي الترطيب باستخدام الفازلين أو زبدة النباتات (مثل زبدة الشيا).
4 – قناع ليلي: للحصول على تغذية إضافية، طبقي قناعاً كريمياً مرتين في الأسبوع.

2 – البشرة التي تعاني نقص الترطيب

يمكن أن يتعرض أي شخص لنقص الترطيب، سواء كانت بشرته جافة أو دهنية أو مختلطة. غالباً ما تشعرين بشدٍّ أو تلاحظين بهتاناً خفيفاً أو تقشراً طفيفاً.

الروتين الموصى به لنقص الترطيب

1 – تونر مرطب: يُفضّل أن يحتوي على الغليسرين أو الألو فيرا.
2 – سيروم غني بالعوامل المرطبة: اختاري سيروماً غنياً بحمض الهيالورونيك.
3 – مرطب خفيف: اعتمدي لوشناً أو جلاً لترسيخ الترطيب دون الشعور بثقل.
4 – النظام الغذائي وأسلوب الحياة: اشربي كمية وفيرة من الماء يومياً، وأضيفي خضراوات وفواكه غنية بالماء مثل الخيار والبطيخ.

3 – البشرة الدهنية أو المختلطة

قد تُفاجئين بأن البشرة الدهنية أيضاً يمكن أن تُصاب بنقص الترطيب، مما قد يؤدي إلى تفاقم البثور ولمعان البشرة.

روتين العناية بالبشرة الدهنية أو المختلطة الموصى به

1 – منظف متوازن: اختاري منتجاً يزيل فائض الزيت دون تقشير مفرط.
2 – سيروم مائي: ركزي على ترطيب البشرة بعوامل جاذبة للماء، مع تجنب الزيوت الكثيفة التي قد تسدّ المسام.
3 – مرطب لا يسبب انسداد المسام: كريم أو جل خفيف خالٍ من الزيوت مثالي لحبس الرطوبة.
4 – علاج موضعي: استخدمي حمض الساليسيليك للأماكن المعرضة للبثور، وتأكدي من أن المرطب المرطب لا يسد المسام.

المفاهيم الخاطئة الشائعة في عالم العناية بالبشرة

رغم وفرة المعلومات في مجال العناية بالبشرة، من المفيد فرز الحقائق عن الخرافات:

1 – بشرتي دهنية، لذا يجب أن أتجنب المرطب.

الحقيقة: يمكن أن تعاني البشرة الدهنية أيضاً من نقص الترطيب، وهذا قد يؤدي إلى زيادة أكبر في إفراز الدهون. غالباً ما يكون المرطب الخفيف غير المسبب لانسداد المسام مفيداً.

2 – الماء وحده كافٍ لترطيب بشرتي.

الحقيقة: على الرغم من أهمية الماء، فإن مجرد رشّه على الوجه لا يضمن بقاء الترطيب. بمجرد أن يتبخّر الماء، قد يترك بشرتك أكثر جفافاً. تحتاجين إلى مكوِّن جاذب للماء لتثبيته، وعامل حاجز لمنع تسرُّبه.

3 – منتج واحد يكفي للجميع

الحقيقة: العناية بالبشرة مسألة فردية للغاية. قد يكون الكريم الكثيف ممتازاً لصاحبات البشرة الجافة جداً لكنه ثقيل لشخص يعاني من حب الشباب. وبالمثل، يمكن أن يكون المرطب الخفيف المائي غير كافٍ للبشرة شديدة الجفاف أو المتقدمة في السن.

الخلاصة: إيجاد التوازن المثالي

في النهاية، ليس بالضرورة أن يكون الاختيار بين المكوّن المرطِّب والمكوّن المُغذٍّ خياراً إما هذا أو ذاك. في الواقع، هناك العديد من المنتجات التي تجمع بين خصائص الترطيب والعوامل الحاجزة. علاوة على ذلك، يجد بعض الأشخاص خاصةً ممن تتغير احتياجاتهم تبعاً لتقلبات الفصول أو العوامل الهرمونية أنه من المفيد الاحتفاظ بتركيبات متنوعة.

وبحلول هذه المرحلة، ينبغي أن تكوني قد أدركتِ أن فهم نوع بشرتكِ والاطلاع على قائمة المكونات والتركيز على الترطيب والتغذية معاً يمكن أن يحدث تحولاً ملموساً في مظهر البشرة وملمسها. سواءً كنتِ تطمحين لتقليل الخطوط الرفيعة أو منع ظهور البثور أو ببساطة الحصول على توهج مذهل، فإن الاهتمام بالعناصر المرطبة والحاجزة معاً يمثل إستراتيجية ثورية للعناية ببشرتك.

وفي النهاية، البشرة الصحية هي البشرة السعيدة وهذا يستحق كل عناية إضافية.

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة