روتين-البشرة-الجافة

روتين البشرة الجافة

لا تعد البشرة الجافة مجرد إزعاج عرضي، بل إن غياب روتين البشرة الجافة المناسب قد يجعلها تتحول إلى تحدٍّ مستمراً يؤثر على راحتك ومظهرك. في لحظة قد تبدو بشرتك شبه طبيعية، ثم فجأة تصبح مشدودة أو متقشّرة أو سهلة الاحمرار. ولحسن الحظ، يتفق أطباء الجلد على أن اتباع روتين عناية بالبشرة مدروس، يركّز على الترطيب والحماية يمكنه إحداث فرق ملحوظ.

فيما يلي نستعرض العوامل المسببة لجفاف البشرة، ونغوص في المكوّنات الأساسية التي يجب البحث عنها، ونقدّم روتين صباحي ومسائي مفصّلاً لمواجهة البشرة الجافة. كما سنضيف نصائح احترافية، واقتراحات لمنتجات مناسبة، ونلقي نظرة على دور تغييرات نمط الحياة في دعم روتين العناية بالبشرة.

فهم البشرة الجافة

يحدث الجفاف عندما لا يتمكن حاجز البشرة من الاحتفاظ برطوبتها الطبيعية. غالباً ما يصنّف أطباء الجلد البشرة الجافة على أنها بشرة تبدو خشنة أو مشدودة أو متهيّجة، خصوصاً بعد التنظيف أو ملامسة الماء الساخن. ويمكن أن تتأثر بعدة عوامل:

– العوامل الوراثية: بعض الأشخاص لديهم قابلية أعلى للجفاف بسبب تكوينهم الجيني.
– البيئة: المناخات الباردة أو الجافة، خاصةً في فصل الشتاء، قد تسحب الرطوبة من البشرة. كما أنّ التدفئة الداخلية تساهم في تفاقم الجفاف خلال الأشهر الباردة.
– أسلوب الحياة: الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة، استخدام الصابون القاسي، بل وحتى بعض الأدوية يمكن أن يضعف قدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة.
التقدم في العمر: كلما تقدمنا في السن، تقل نسبة الزيوت الطبيعية التي تنتجها البشرة، مما يجعل الجفاف أكثر وضوحاً.

أهمية معالجة جفاف البشرة

لا تقتصر معالجة جفاف البشرة على البعد الجمالي، بل تمتد إلى الصحة العامة للبشرة. فعندما يترك الجفاف دون اهتمام:

1 – حاجز بشرة معرَّض للخطر

تتشكل تشققات صغيرة في الطبقة الخارجية من الجلد. صمم هذا الحاجز لمنع فقدان الرطوبة وحماية البشرة من المهيّجات، وحين يتعرّض للتلف، قد تشعر بزيادة في الحساسية والاحمرار وحتى ظهور مفاجئ للبثور.

2 – زيادة الحساسية

كلما قلت رطوبة البشرة، زادت قابليتها للتأثر بالملوثات البيئية والعوامل اليومية كالرّياح والهواء البارد والغبار.

3 – تفاقم الخطوط الدقيقة

يمكن أن تجعل البشرة الجافة الخطوط الدقيقة والتجاعيد تبدو أعمق، مما يضفي مظهراً باهتاً على الوجه.

4 – احتمال التهيّج المزمن

بدون كمية كافية من الرطوبة، قد تصبح البشرة حاكة أو حمراء أو ملتهبة، مما يؤدي أحياناً إلى حالات مثل الإكزيما أو التهاب الجلد.

ومن خلال معالجة الجفاف من جذوره، ستحظى ببشرة أكثر نعومة ومرونة، إلى جانب تعزيز قدرتها على التصدي للعوامل الخارجية التي تسرّع علامات التقدّم في السن.

مكونات يجب البحث عنها في حالة البشرة الجافة

تجمع المرطبات الفعالة للبشرة الجافة عادةً بين المطريات (Emollients) والعوازل (Occlusives) وعوامل الجذب المرطِّبة (Humectants). لكل فئة فوائدها الخاصة:

المطريات (Emollients)

تملأ المطريات الفراغات بين خلايا الجلد، مما يحسّن نعومة البشرة ومرونتها. كما تساهم في إصلاح حاجز البشرة وجعله أقل عرضة للمزيد من الجفاف. مثل: زبدة الشيا، زبدة الكاكاو، السيراميدات.

العوازل (Occlusives)

تعمل العوازل مثل درع واقٍ على سطح البشرة، فتحتفظ بالرطوبة التي جرى تزويد البشرة بها بالفعل وتقلل فقدان الماء بالتبخّر (المعروف أيضاً باسم الفقدان المائي عبر البشرة TEWL). مثل: شمع العسل، زيت الأرجان، زيت الجوجوبا، الفازلين (Petrolatum).

عوامل الجذب المرطِّبة (Humectants)

تقوم بجذب الماء من البيئة المحيطة أو من طبقات أعمق في الجلد إلى الطبقة السطحية، مما يجعلها مصادر قوية للترطيب وتمنح البشرة مظهراً ممتلئاً ومشرقاً. مثل: حمض الهيالورونيك، الجلسرين، اليوريا.

عند اختيارك لمنتجات العناية بالبشرة، ابحث عن التركيبات التي تجمع على الأقل اثنين (إن لم يكن الثلاثة) من هذه المكوّنات. وهكذا تضمن تزويد كل طبقة من البشرة بعناصر جذب الرطوبة وسدّها وتعزيز نعومتها.

روتين البشرة الجافة الصباحي

الخطوة الأولى: استخدم منظفاً غير رغوي

يمكن للمنظفات الرغوية التقليدية أن تجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يزيد من جفاف الحاجز الوقائي. أمّا المنظفات غير الرغوية أو ذات الأساس الكريمي فهي ألطف وتترك بشرتك رطبة ومريحة. ابحثي عن عبارات مثل “لطيف” أو “مرطِّب” أو “مغذّي” على العبوة. تشمل المكوّنات المهدّئة السيراميدات والألوفيرا ومستخلص الشوفان.

الخطوة الثانية: ضع مصل فيتامين سي

يعد فيتامين سي مضاد أكسدة فعّال يحمي البشرة من الجذور الحرّة، كما يعمل على تفتيح البشرة وتحسين توحّد لونها. ويهيّئ البشرة لامتصاص أفضل لباقي المنتجات.
للحصول على ترطيب إضافي، ضع مصل حمض الهيالورونيك فوق مصل فيتامين سي. فهو يسحب الماء إلى الطبقات العليا من الجلد، مما يمنح إحساساً فورياً بالامتلاء.

خطوة اضافية اختيارية: إذا توافر لديكِ 10–15 دقيقة، يمكن للقناع الورقي المرطّب (مرة واحدة في الأسبوع) أن يمد البشرة بجرعة مكثفة من العناصر الغذائية والترطيب.
يمكن وضعه بعد المصل، ضعِ القناع على بشرة نظيفة. ربّتِ برفق على المصل المتبقّي على الجلد، ثم تابعِ بوضع المرطّب.

الخطوة الثالثة: المرطّب

تقفل هذه الخطوة الترطيب الذي وفّرته المنتجات السابقة، وتُكوّن طبقة وقائية على البشرة.
اطلعِ على وجود مكوّنات مثل السيراميدات والسكوالين في الملصق، فكلّها تساعد في تعزيز حاجز البشرة دون الشعور بالدهون الزائدة.

الخطوة الرابعة: واقي الشمس (SPF 30 أو أعلى)

يعد واقي الشمس أساسياً للحماية من الأشعة فوق البنفسجية (A وB) التي قد تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وتصبغات البشرة وفقدان الرطوبة.
غالباً ما يكون مزيج المرطّب والواقي الشمسي خياراً ممتازاً للبشرة الجافة. ابحث عن عبارات مثل “مرطِّب” أو “SPF غني بالترطيب” لضمان منح بشرتك الترطيب والحماية في آن واحد.

روتين البشرة الجافة المسائي

1 – بلسم تنظيف أو ماء ميسيلار

مع نهاية اليوم، من الضروري إزالة المكياج والواقي الشمسي وآثار التلوث. يذيب بلسم التنظيف أو ماء ميسيلار الشوائب برفق دون التسبب في جفاف مفرط للبشرة.
طريقة الاستخدام: دلّك بلسم التنظيف على بشرة جافة أولاً لإزالة المكياج. اشطف بالماء الفاتر أو امسحه بلطف بقطعة قماش ناعمة. ويمكنك غسل الوجه سريعاً بالماء أو استخدام منظف مرطِّب إذا احتجت.

2 – منظف مرطب

يضمن التنظيف الثانوي اللطيف عدم بقاء أي بقايا على بشرتك، ممّا يؤمّن بدوره قاعدة نقية للمنتجات اللاحقة.
اخترِ منظفاً متوازن الحموضة (pH). فالتوازن الحمضي المثالي (قرابة 5.5) مهم للحفاظ على الغلاف الحمضي الواقي للبشرة والوقاية من الجفاف والحساسية.

3 – علاجات موجهة (ريتينول أو علاجات البثور أو المقشرات)

الليل هو الوقت الأنسب لتجديد البشرة، فإذا كنت تستخدم الريتينول لمكافحة الشيخوخة أو علاج البنزويل بيروكسيد للبثور، ضعه على بشرة نظيفة وجافة.
قد يسبب استخدام الريتينول جفافاً إن أفرطت في استعماله منذ البداية. ابدأي باستخدامه مرة أو مرتين في الأسبوع، ثم زيدي التدريجية مع مراقبة استجابة البشرة وتعديل التواتر بناءً عليها.

4 – مصل مرطّب (حمض الهيالورونيك أو الببتيدات)

بعد امتصاص أي علاج فعّال، يأتي دور مصل الترطيب لتعويض الفاقد من الرطوبة ودعم إصلاح حاجز البشرة. يقدّم حمض الهيالورونيك أفضل النتائج على بشرة رطبة قليلاً. إذا شعرتِ أن بشرتك جافة بعد وضع الريتينول، انثري رذاذاً خفيفاً من الماء قبل تطبيق الهيالورونيك.

5 – مرطّب غني

يعد الليل وقتاً مثالياً للتعافي والتغذية. يسمح الكريم الأثقل والمحتوي على عوازل بإحكام كل الفوائد التي حققتها المكوّنات السابقة والحد من فقدان الرطوبة طوال الليل. ابحثِ عن مكوّنات مثل الفازلين أو زبدة الشيا أو شمع العسل بكميات معقولة إذا كانت بشرتك شديدة الجفاف أو كنت تعيش في بيئة قاسية الجفاف.

6 – زيت للوجه (اختياري)

إذا كانت بشرتك شديدة الجفاف وتحتاج إلى حماية إضافية من فقدان الرطوبة، فيمكن استخدام زيت للوجه في نهاية الروتين.
بعد وضع المرطّب، قم بتدفئة بضع قطرات من الزيت بين يديك واضغط بلطف على وجهك. تجنّب هذه الخطوة إذا كنت عرضة لحب الشباب، إذ قد تزيد بعض الزيوت البثور.

نصائح إضافية وحلول نمط الحياة

يتجاوز الاهتمام بالبشرة الجافة مجرد مستحضرات العناية، إذ تلعب التغييرات الحياتية دوراً مهماً أيضاً. جرّب النقاط التالية:

1 – استخدام جهاز ترطيب الهواء ليلاً: قد تؤدي التدفئة المركزية أو المكيّفات إلى خفض نسبة الرطوبة في الأماكن المغلقة. يساعدك جهاز الترطيب الصغير في غرفتك على الحفاظ على ترطيب بشرتك أثناء النوم.

2 – الاستحمام بالماء الفاتر: رغم أنّ المياه الساخنة تمنح شعوراً ممتعاً، فإن الحرارة المرتفعة قد تسحب زيوت البشرة الطبيعية. احرص على أن يكون الماء دافئاً لا ساخناً، وحافظ على مدة الاستحمام أقل من 10 دقائق إن أمكن.

3 -الحفاظ على الترطيب الداخلي: شرب كمية كافية من المياه يدعم صحتك العامة، وإن كان لا يعد علاجاً وحيداً للبشرة الجافة. ومع ذلك، قد يساعد في تحسين وظائف الجسم ككل. كذلك تساهم الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية الأساسية،مثل السلمون والأفوكادو والمكسرات، في دعم صحة البشرة.

4 – التقشير اللطيف: عند ظهور رقائق جافة، قد تميلين لفركها بشدة. بدلاً من ذلك، استخدمي مقشراً كيميائياً لطيفاً (مثل حمض اللاكتيك أو إنزيم خفيف) مرة إلى مرتين في الأسبوع. فالإفراط في التقشير قد يزيد الجفاف والتهيج.

5 – تجنب المكونات القاسية: قد تؤدي التونرات التي تحتوي على الكحول أو المستحضرات القابضة وبعض العطور إلى تهيج البشرة الجافة. اقرئي الملصقات بحذر واختاري منتجات مكتوب عليها “خالية من العطور” أو “خالية من الكحول” إذا كنت سريعة التأثر.

6 – تقنية الطبقات: تعرف أيضاً باسم “طريقة الساندويتش”: إذا كنت مبتدئة في استخدام الريتينول أو المواد الفعالة القوية، ضعي طبقة رقيقة من المرطب أولاً، ثم ضعي الريتينول، ثم أضيفي طبقة أخرى من المرطب للحد من التهيج.

أسئلة شائعة حول روتين البشرة الجافة

1 – هل يمكنني استخدام نفس المرطب صباحاً ومساءً؟

بالتأكيد، خاصةً إن كان المرطب يمنح بشرتك الترطيب الكافي. ومع ذلك، إذا شعرت بشد أو ظهور قشور عند الاستيقاظ، فكّري بالانتقال إلى كريم أكثر ثراءً في الليل.

2 – هل يكفي مكياج يحتوي على واقٍ شمسي للحماية؟

غالباً ما يوفّر المكياج المحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF) مستوى غير كافٍ من الحماية. يوصي أطباء الجلد بشدة باستخدام واقٍ شمسي مستقل لا يقل عن SPF 30 قبل وضع المكياج.

3 – كم مرة يجب أن أقشّر إذا كانت بشرتي جافة؟

ابدئي بمرة واحدة في الأسبوع مستخدمةً مقشراً لطيفاً، مثل التقشير بالإنزيم أو حمض اللاكتيك. إذا استجابت بشرتك جيداً، يمكنك زيادة التكرار إلى مرتين في الأسبوع. انتبهي دائماً لبشرتك، فالاحمرار أو التهيج المستمر إشارة إلى ضرورة التخفيف.

4 – هل أنا بحاجة فعلاً إلى استخدام مصل ومرطب معاً؟

المصول تستهدف مشاكل محددة مثل الجفاف والبهتان والخطوط الدقيقة وتمتص بسرعة، في حين أن المرطبات تساعد على الاحتفاظ بفوائد المصل في البشرة وتشكّل حاجزاً واقياً. لذا، الجمع بين الاثنين يعزّز روتين العناية، لا سيما إذا كنتِ تعانين من جفاف مزمن.

5 – ماذا لو كانت بشرتي جافة ومعرّضة لحب الشباب؟

في هذه الحالة، عليكِ اختيار منتجات لا تسد المسام، وغالباً ما تحمل عبارة “خالية من الزيوت” (Oil-Free) أو “لا تسبب انسداد المسام” (Non-Comedogenic). وتظل المكوّنات المرطّبة الخفيفة مثل حمض الهيالورونيك خياراً ممتازاً لإضفاء الترطيب دون تحفيز ظهور الحبوب.

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة