17
ديسمبر
غسل الوجه بالماء البارد: دحض الخرافات، وفوائد مثبتة، ونصائح لبشرة أكثر صحة
غسل الوجه بالماء البارد يُعتبر خطوة مهمة يمكن أن تُحدث فرقاً في روتين العناية بالبشرة. عندما نتحدث عن هذا الروتين، نعرف جميعاً الأساسيات مثل التنظيف اليومي وإزالة المكياج والترطيب. ومع ذلك، ما يزال الجدل قائماً حول درجة حرارة الماء المثلى عند غسل الوجه.
هل الماء البارد مفيد حقاً، أم أن رشّه بالماء الفاتر هو الخيار الأمثل؟ سنحلّل الأبحاث ونستعرض آراء الخبراء، ثم نقدّم لك نصائح عملية للحصول على بشرة متألقة وصحية.
فهم ظاهرة غسل الوجه بالماء البارد
يعتقد البعض أن استخدام الماء البارد يمنح البشرة مظهراً نضراً ومنتعشاً. في الواقع، تدعم بعض الأدلة الفسيولوجية هذه الفكرة. على سبيل المثال، يشير خبراء العناية بالبشرة إلى أن الماء البارد قد يحسّن الدورة الدموية ويساعد على التحكم بإفراز الزيوت. ومع ذلك، هناك مخاوف من عدم قدرة الماء البارد على إزالة الشوائب أو تنظيف المسام بفعالية.
في هذا المقال، سنناقش الادعاءات ونفصّل الإيجابيات والسلبيات. بعد ذلك، سنقدّم إستراتيجيات مفيدة لإدخال الماء البارد في روتينك، أو تجاوز هذه المرحلة عند الضرورة.
العلم وراء درجة حرارة الماء
كيف تؤثر درجة حرارة الماء في بشرتك؟
تؤثر درجة حرارة الماء كثيراً في استجابة البشرة للتنظيف:
– الماء الساخن: قد يتسبب التعرض المطول للماء الساخن في إزالة الزيوت الطبيعية، مما يؤدي إلى الجفاف والتهيج.
– الماء البارد: يعطي إحساساً بالانتعاش، وقد يشدّ مظهر المسام ويقلل الانتفاخ. ولكن قد لا يزيل الزيوت والشوائب العميقة بكفاءة.
– الماء الفاتر: عادةً ما يوصي به أطباء الجلد لأنه يوازن بين التنظيف العميق والحفاظ على رطوبة البشرة الطبيعية.
الفوائد المحتملة لغسل الوجه بالماء البارد
1 – تعزيز الدورة الدموية
قد يؤدي غسل الوجه بالماء البارد إلى زيادة تدفق الدم نحو سطح البشرة. هذا التدفق الإضافي قد يُضفي توهّجاً صحياً خفيفاً. أظهرت أبحاث العلاج بالماء (الهيدروثيرابي) أن التعرّض للماء البارد يحفّز الأوعية الدموية على الانقباض والتمدد. هذا يُوجّه المزيد من الدم إلى المنطقة، فينعش مظهر البشرة ويجدد حيويتها.
2 – الحد من حبّ الشباب لبعض الأشخاص
يعاني أصحاب البشرة المعرّضة لحبّ الشباب من القلق بشأن الإفراط في التنظيف. فالماء الساخن قد يزيل الكثير من الزيوت الطبيعية. هذا الأمر قد يدفع الغدد الدهنية لإنتاج المزيد من الزيت. في المقابل، قد يساعد الماء البارد في تنظيم مستويات الدهون بشكل أكثر توازناً. وبذلك، قد تقل احتمالية انسداد المسام على المدى الطويل.
3 – تقليل الاحمرار المحتمل
إذا كنت تعاني من الوردية أو احمرار البشرة، فقد يؤدي الماء الساخن إلى تفاقم الاحمرار من خلال توسيع الأوعية الدموية. من ناحية أخرى، قد يساهم الماء البارد في تهدئة الالتهاب والاحمرار. هذا يجعله خياراً ألطف للبشرة الحساسة أو المعرّضة للتهيج.
4 – تقليل الانتفاخ
إذا استيقظت بوجه متورّم، خاصة حول العينين، فقد يساعد رشّ الماء البارد على شد سطح البشرة مؤقتاً. هذا الإجراء يقلل الانتفاخ ويمنحك مظهراً أكثر يقظة وانتعاشاً.
سلبيات غسل الوجه بالماء البارد
بالرغم من شعور الانتعاش، توجد بعض السلبيات للماء البارد:
– قوة تنظيف محدودة: قد لا ينجح الماء البارد في تفكيك الزيوت والأوساخ وبقايا المكياج بكفاءة الماء الفاتر. وقد يؤدي ذلك لاحتباس الشوائب داخل المسام، مما يزيد خطر ظهور البثور أو بهتان البشرة.
– عدم التوافق مع بعض المنظفات: صُممت العديد من منتجات التنظيف لتعمل بشكل مثالي مع الماء الفاتر. عند استخدام الماء البارد، قد تنخفض فعالية المكونات النشطة التي تساعد على تنظيف المسام وتقشير البشرة بلطف.
لماذا يفوز الماء الفاتر غالباً؟
يوصي أطباء الجلد عموماً بغسل الوجه بالماء الفاتر. فهو دافئ بما يكفي لإذابة الشوائب والمساعدة في امتصاص منتجات العناية بالبشرة. وفي الوقت نفسه، لا يتسبب في اضطراب حاجز الرطوبة الطبيعي للبشرة. كما يتيح لك الحفاظ على روتين ثابت يلائم جميع أنواع البشرة، سواء كانت دهنية أو جافة أو ما بينهما.
فوائد الماء الفاتر
– دعم المكونات النشطة: يساعد الماء الفاتر المنظفات والأمصال والمرطبات على العمل بكفاءة. هكذا تصل المكونات المغذية مثل حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك أو فيتامين C إلى طبقات البشرة بسهولة.
– الحفاظ على الرطوبة: ينظف بلطف دون نزع الزيوت الواقية للبشرة.
– تجنب صدمة البشرة: الانتقال المفاجئ من الساخن إلى البارد قد يضر الشعيرات الدموية الدقيقة. الماء الفاتر يمنح بيئة مستقرة ولطيفة.
كم مرة يجب غسل الوجه؟
القاعدة العامة: مرتين يومياً، مرة صباحاً ومرة قبل النوم، يعتبر ذلك كافياً لمعظم الناس.
– غسل الصباح: يزيل البكتيريا المتراكمة على غطاء الوسادة خلال الليل، ويقلل تراكم الزيوت، ويهيّئ البشرة للمرطب والواقي الشمسي.
– غسل المساء: ضروري لإزالة المكياج والأوساخ والعرق والملوثات التي تراكمت طوال اليوم.
إذا كنت تمارس الرياضة أو تتعرق كثيراً، فاغسل وجهك بعد التمرين لتجنب انسداد المسام.
نصائح عملية لروتين تنظيف متوازن
1 – ابدأ بالماء الفاتر، وأنهِ بالماء البارد:
إذا كنت مهتماً بفوائد الماء البارد، ابدأ بغسل وجهك بماء فاتر لفتح المسام وتنظيفها. بعد ذلك، اشطف وجهك برشّة ماء بارد سريعة لشدّ المسام وتقليل الانتفاخ والحصول على إحساس منعش.
2 – استخدم منظفات لطيفة:
اختر منظفاً وجهياً مناسباً لنوع بشرتك. فمثلاً، ابحث عن حمض الساليسيليك للبشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب. أما البشرة الحساسة، فاختر منظفات خالية من العطور. الماء الفاتر يساعد هذه المنظفات على العمل بكفاءة.
3 – جفّف بلطف دون فرك:
عند التجفيف، ربّت على البشرة بلطف باستخدام منشفة ناعمة. تجنب الفرك الشديد حتى لا تتسبّب في احمرار أو تلف دقيق لأنسجة البشرة.
4 – حافظ على الترطيب الداخلي:
تعكس بشرتك صحتك الداخلية. اشرب كمية كافية من الماء يومياً. هذا يحافظ على امتلاء الخلايا ويجعلها أكثر قدرة على التعامل مع العوامل الخارجية.
5 – استشر مختصاً:
إذا كنت تعاني من مشكلات جلدية مستمرّة مثل الوردية أو حب الشباب الشديد، فقد يساعدك استشارة طبيب جلدية. يمكنه تخصيص روتين يناسب حالتك، بما في ذلك درجة حرارة الماء المناسبة.
الخلاصة حول غسل الوجه بالماء البارد
رغم أن غسل الوجه بالماء البارد قد يقدم فوائد معينة، مثل تهدئة البشرة وتقليل الانتفاخ وتنظيم الزيوت، إلا أنه ليس حلاً سحرياً. بالنسبة لمعظم الناس، يعد الماء الفاتر الخيار الأمثل. فهو ينظف بفاعلية ويحافظ على الزيوت الطبيعية، كما يدعم امتصاص المكونات النشطة، ويحمي حاجز البشرة.
جرّب ما يناسب بشرتك. يمكنك استخدام ماء فاتر ثم لمسة سريعة من الماء البارد في النهاية. تذكّر أن لكل شخص تجربة فريدة. ما يعمل لصديقك قد لا يعمل لك. راقب استجابة بشرتك وعدّل روتينك حسب الحاجة لتحصل على بشرة متوهّجة وواثقة ومستعدة لمواجهة يومك.